فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

كثيراً ما نلتقي معَ اصدقائنِا وأرحامِنا

أو قد تجمعُنا الصُدفةُ مع أحدِ الأشخاصِ في الباصِ أو في عيادةِ الطبيبِ

و يدورُ بيننا حوارٌ حولَ مواضيعَ شتى

ولكن من المؤسفِ أن ينجرَّ الحديثُ الى التركيزِ على السلبياتِ في المجتمعِ فقط

فيبلغُ الحالُ الى التذمُّرِ والشكوى من الأوضاع ِالمحيطةِ سواءً كانَ ذلكَ عن الجانبِ السياسيِّ او الاقتصاديِّ او الاجتماعيِّ او الدينيِّ

و لو أردنا تقييمَ هذا الحوارِ نجدُهُ مُحمّلاً بالشكوى والهموم ِ والانتقادِ للأوضاعِ ،

شعورٌ باليأسِ والتذمُّرِ من واقعِ الحياة ِ

لِينتهي اللقاءُ والحوارُ الى نتيجة :

أنَّ الامورَ من سيءٍ الى أسوأ

ويُختَمُ : بلعنِ وسبِّ من يُعتقدُ أنَّهمُ السبب ،

فمن المؤسفِ أنَّ البعضَ حينما يتحدثُ يُحوِّلُ الحياةَ الى ظلامٍ لا نورَ فيه ويأسٍ لا أملَ معهُ وعُسرٍ لا يُسرَ بعدَهُ وشِدَّةٍ لا فرجَ وراءَها

وهذا ليسَ من صفاتِ أهلِ الايمانِ باللهِ تعالى

فأهلُ الايمانِ وصَفَهُم اللهُ تعالى في سورةِ العَصرِ

{وتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3]

فثقافةُ الأملِ باللهِ وحُسنُ الظنِّ بهِ والثقةُ برحمةِ الله ِتعالى هيَ ما يتعاملُ بهِ المؤمنونَ

وإنَّ ثقافة َالتباؤسِ هيَ ثقافةٌ سَلبيةٌ لا تُنتجُ غيرَ التثبيطِ للهِممِ في تحدي الصعابِ وتحقيقِ الأهدافِ

وإنَّ تصويرَ الواقعِ مُبتنياً على توقُّعِ السلبياتِ هو تفكيرٌ سَلبيٌ يَهدِمُ القُدُراتِ ويشلُّ حركةَ الإنسانِ نحوَ البناءِ والتقدُّمِ.

وإنَّ الأنسانَ المثقفَ والواعيَ عليهِ أن يكونَ مُبشِّراً لا منفِّراً

ومتفائلاً بالخيرِ ففي الأخبارِ الشريفةِ

" تفاءلوا بالخيرِ تَجِدوهُ "

نحنُ بحاجةٍ الى أن يدفعَ بعضُنا البعضَ الآخرَ نحوَ صُنعِ الحياةِ الكريمةِ

و نشرِ ثقافةِ التفاؤلِ والثقةِ باللهِ وحُسنِ الظنِّ بهِ ، واجب ٌ اجتماعيٌ

والأوجبُ مَسكُ اللسانِ عن ثقافةِ التباؤسِ و تحويلِ الحياةِ الى لونٍ أسودٍ بنظرِ الناسِ .

إذ انَّ الانسانَ اذا لم يستطعْ أن يكونَ كالماءِ يُحيي النفوسَ بالأملِ

فلا يكنْ دُخاناً خانقاً لمِشاعِرِ الآخرينَ بالحُزنِ واليأسِ

فحينئذٍ يكونُ السكوتُ من ذَهَبٍ.

...ومن كانَ يؤمنُ باللهِ واليوم ِالآخِرِ فليَقُلْ خَيراً أو ليَسكُتْ.

كما يقولُ الحديثُ الشريف ُ